شعر العلماء في الأندلس
شعر العلماء في الأندلس، يغنيكم عن كتب وكتب. فيه خلاصةُ معلوماتٍ وآراءٍ وأفكارٍ وتعليلات واستنتاجات، حصيلة عقود حانية، جاءت بها قوية شهية عِذاراً وأبكاراً. ثمرةَ دَرْسٍ مَكِيثٍ حثيثٍ بصحبة عاشقٍ، تَوَقَّدَتْ رغبتُه وتعلقه حنيناً غيرَ مَلول، مضيئةً نظيفةَ الوُجْدان، بعيون العفة أحبتْ، جاءت به من الأعماق وضعته على موائد العشاق، مثلما مكانُه لديه مِنْ كرائمَ عِتاق. بهذا يهديكم الكتابُ كل هذه الثمار استنبتها من الأغوار بعد سهَرٍ وطول اعتبار، كان بذلك ديواناً أنيقاً أنيساً يفيض عسلاً شهياً مليئاً بأجمل الشعر والأشعار:
كِتابٌ يُغْنِيكَ عن كتبٍ وإن كَثُرَتْ
لَكُمْ مجالاتُها من مِحْضَنِ الزادِ
فجُلْ بها فارساً ترمي لها أَمَلاً
كيما تَجِدْ مَثَلاَ للخيرِ مُقْتادِ
تَقَحَّمْ تَجِدْ أَرْجاءَها مُلِئَتْ قِيَماً
وُدْيانُها نِعَماً للرَّائحِ الغَادِي