مع الأندلس لقاء ودعاء
إنه دليل الزائر للأندلس الذي لا غني له عنه، أصله مذكرات توثيق لرحلة سياحية للأندلس قام بها المؤلف (رحمه الله) رفقة طلبته في جامعة الإمارات. وثَّق فيها كل الجولات والمشاهدات والملاحظات خلال تلك الفترة، مُزَوَّد بالصور والخرائط والإيضاحات. إليكم هذه الكلمات في وصف المؤلف لكتابه بعباراته كما وردت:
كتاب آسر مأسور، احتوى أبحاثاً شَتَّى ذات مضمون واحد. جَمَعُ فَأَوْعَبَ أَفانينَ مِنْ مَبانِ أندلسية مضيئة. يَرْوِي العِطاشَ كثيراً مِنْ ضَمَئِهم العلمي. مُدَّخِراً لأهله المُحبين قِسْطاً من غِذاء العقل والروح والوجدان. يقودهم إلى ميادينه وأبهائه وباحاته المُعَطَّرَةِ المُعَبَّقَةِ المُضَمَّخَةِ، بأحلا ما جادت به وفاحت مطايب الزمان. يقوده دليلاً أميناً إلى مواطن الخير وحضارة البر بالإنسان يَدعوه ويَدَعَه متلهفاً، مع ما تبقى هنا، يتملاه متروياً مقترباً منه أو مغترباً عنه أمام كائنٍ حَيٍّ يُلوِّح له بالعتاب، ماثلاً أمامه يراه، يريد لَثْمَه ما أمكنه. يتمنى معه أجواءَه، يروي له بعض يلوح في الذاكرة، يحببه ويقربه إليه، ندي العِبْرَة روي العَبْرَة حاضر الفكرة، مثيرا ومحركاً للذكريات، قدر ما أبقَتْ عليه يد الجور من عمائر ماثلة، وما نجت من مُدَوِّنَاتِهِ السالمات ودفاتره الناجيات الباقيات، مما يبتغيه جوارُه. يعود إن فارقه مصحوب الذات ممتل فَوْقَ العِلْمِ، بأنس النَّفْس المحفّز لتكرار المزار إلى تلك الديار نوعاً من وفاء الأبرار.